أكادير24
(.. كنعرف لون ديال التقاشر ديالك)
علينا كمواطنين بسطاء أن نحمده تعالى على هذه النعمة التي حبا بها الله أحد وزرائنا في هذه النسخة الحكومية الجديدة..
تلك التي كانت تارودانت نطقة الإعلان عنها تخبرنا بأن الوزير يعرف أدقّ تفاصيل ملابسنا الداخلية فكيف لا يعرف أدق تفاصيل معاناتنا ومشاكلنا الإجتماعية والإقتصادية.. بل يعرف عبر هذه النعمة الربّانية أيضا موطن الهشاشة والفقر في مجمل مناحي حياتنا..
يعرف عبر هذه الدقة أسباب عدم الثقة الشباب في المؤسسات الحكومية والهيئات الحزبية وغيرها وهي نسبة عالية حسب تقرير للمرصد الوطني للشباب أول أمس..
بهذه المعرفة الفوق – بنفسجية يمكن الاستغناء عن مكاتب الدراسات وتقارير الخبراء.. فكيف لرئيس الحكومة الاستعانة بعيون السيد الوزير كي يقف عند مكامن الضعف والقوة في هذا البلد..
يمكن أيضا لإدارة لأمن الوطني وقسم الاستعلامات أن تعتبره مرجعا في كشف كل خيوط المؤامرة ضد البلد..
يمكن أن نعتبر كل ماقيل أيضا هو طريقة تعبيرنا عن مرارة هذه السخرية اتجاه واقع يخيّب دائما سقف انتظاراتنا أمام كل محطّة استحقاقية جديدة تعيد ترتيب مطالبنا المشروعية من الحق في العيش الكريم.. إلى المطالبة باحترام كرامتنا وعدم إهانتنا وعلى المباشر..
لأن ما وقع بتارودانت لذاك الموظف من إهانة صادرة عن مسؤول حكومي وفي نشاط رسمي تجعل من هذا السلوك والتصرف شأنا حكوميّاً بامتياز.. يتطلب اتخاذ موقف واضح ورسمي..حتّى لا يتحول منصب الوزير في هذه الحكومة إلى منصة للشطط للتهديد والعنف الرمزي الحاط من الكرامة..
فالمغاربة الذين ذهبوا بكثافة إلى صناديق الإقتراع.. وأنجحوا عرسهم الديمقراطي في تلك الظرفية التآمرية المحيطة بالوطن.. يطالبون اليوم من الحكومة اوبعض وزرائها عدم الإستقواء بالاصوات.. بل بالمنجزات وإن لم يكن في الاحترام على الأقل.. وذلك أضعف الإيمان..
يوسف غريب